كانت رمزًا للجمال والحسن والشموخ قبل أن يكتشف العالم مآثرها ومنافعها الشجرة التي تسمى البان او "المورينغا"، لم يكن أحد يعي حينها ثراءها وغناها، ففوائدها الطبية والاستشفائية لا تحصى ولا تعد، ما جعلها تتخذ أيضًا اسم "شجرة الحياة". وفي تونس، بدأ انتشار "المورينغا" القادمة من بلاد الهند، خلال السنوات الأخيرة وتزهر شجرة "المورينغا" وتنمو مع بدايات فصل الربيع، الذي يعد الفصل المناسب لجمع أوراقها؛ حيث تجفف في أماكن بعيدة عن الشمس فيما بعد، واستعمالها شاي منقوع أو طحنها وتحويلها إلى
كبسولات تشرب مع الماء. ويتواصل تساقط أوراق "المورينغا" منذ الخريف حتى ديسمبر، وبعدها مباشرة يتم الشروع في تهيئة الأرض، وعادة ما تكون زراعة "المورينغا" بيولوجية بعيدًا عن أي أسمدة أو مواد كيميائية وهو ما يجعلها طبيعية مائة بالمائة ومفيدة للصحة. وتذكر دراسات عديدة أنّه من بين الفوائد الطبية الأخرى التي أثبتها العلماء "لشجرة الحياة" قدرتها على علاج الأنيميا، واحتوائها على مضادات الأكسدة لعلاج أعراض الشيخوخة، وتحسين الخصوبة، وتحسين التركيز الذهني. وفي السّنوات الأخيرة،
أقرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والزراعة "المورينغا" كشجرة قادرة على مكافحة سوء التغذية في الدول الفقيرة، التي تشكو من المجاعة. وتتحمل "المورينغا" ظروفًا بيئية مختلفة؛ وهو ما يجعل زراعتها تنجح وتنتشر في الكثير من الدّول فهي قادرة على التكيف مع أي بيئة مختلفة، فنجدها في الصحاري كما نجدها في الجبال أو السّهول، رغم أن الدّراسات أثبتت أنّ موطنها الأصلي هو الهند. ونأمل في مزيد من الاهتمام من قبل السلطات بمثل هذه الغراسات الحديثة على تونس، التي يمكن أن تكون مورد رزق للكثير من الأسر، وأن توفر فرص عمل للشباب، وتمثل أفقا جديدا لأبحاثهم خاصة الخرّيجين.