الحادثة التي جدت خلال يومي 7و 8 مارس والتي تمثلت في وفاة 11رضيع مقيم بمركز التوليد وطب الرضيع بالرابطة دفعة واحدة ليست بالحادثة العادية وليست بقضاء الله وقدره، بل هي حادثة تعكس حالة الانحدار والانهيار الذي تعيشه الدولة على كل المستويات 11 عشر رضيع يفارقون الحياة ايام قليلة بعد ولادتهم ويتركون حالة من اللوعة في صفوف اهليهم، وذنبهم الوحيد هو انهم ولدوا في دولة اصبح الاهمال والتقصير والفساد وانعدام المسؤولية والضمير هم القاعدة وليس الاستثناء. مهما تكن نتيجة التحقيق ومهما تكن
صفة المتسبب في هذه الكارثة ودوافعه، تبقى هذه الدولة هي المسؤولة الاولى والاخيرة عن ما وقع، فهذه الفاجعة بهذه الطريقة لا يمكن ان تقع في دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها . في هذه الدولة لا يتم فقط الاكتفاء بحرمان هؤلاء الرضع من حقهم في الحياة والصحة والحماية الطبية ، بل يتم ايضا اهانة كرامتهم الانسانية والتعدي على مشاعر عائلاتهم، فماهو الذنب الذي اقترفوه ليسلموا الى عائلاتهم في “كرادن”؟ وكيف يكون شعور عائلاتهم وهم يشاهدون فلذات اكبادهم واحلامهم تسلم لهم في “كردونة” انه العار والخيبة فمتى يستفيق الضمير ويعود الرشد؟